الشد العصبي في الامتحانات الاسباب والعلاج د . إيمان مسلم الجابري
في هذه السطور الموجزة أقول ما يمكنني قوله لمساعدة أبنائنا وبناتنا في تجاوز الامتحانات النهائية باطمئنان لتحقيق النجاح والتفوق والانخراط في تقديم الخدمات للمجتمع .
من الملاحظ في قاعة الامتحان تتشكل ظاهرة نفسية وعصبية لدى بعض الطلاب المتحمسين للتفوق وهي حالة الشد العصبي والقلق النفسي الهدام ، الذي يؤدي بالطالب للفشل والاخفاق لعدم قدرته على التذكر والتحليل والاستنتاج . وأقول الهدام لأن بعض القلق ماهو إيجابي منتج .
وأنقل من كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) بمامعناه أن القلق نوعان فمنه الإيجابي، ويولد من دوافع الحرص والرغبة في تحقيق الكمال و الهدف الذي يخطط له و هذا القلق الايجابي يسبق الإنجاز بوقت يسمح بالتهيؤ ، فما جدوى القلق دون أن أقدم جهدا يعينني على تحقيق الهدف . ومن يهمل ما يطلب منه لاشك سيعيش حالة القلق الهدام ولا عجب . أستثني من ذلك من يعيقه ظرفه ويمتلك السبب للتأخر وأدعو له بالتعويض من الله .
من ملاحظاتي في قاعات الامتحان ومتابعة الطالبات والطلاب الذين يتعرضون لحالة التوتر فقد احصيت أغلب الحالات يكون سبب القلق هو الإجهاد والسهر وتناول المنبهات .
كيف احقق التفوق :
إن أول وأهم الخطوات لتحقيق التفوق ، هي مواكبة الطالب للدرس وتحضير مادته الدراسية أولا بأول . لأن الدراسة من موعد قريب للامتحان تتسبب بالضغط النفسي لضيق الوقت وعدم الاحاطة بالمادة وفهمها ولايوجد من يشرحها عند ذلك فيتسبب بتركها . وعلى سبيل تحقيق الهدف ينصح كولن ولسن في كتابه (الشعر والصوفية) بتجزئة خطة الهدف لتحقيقها تدريجيا . وأضرب مثلا في ذلك ، إن من غير الممكن منطقيا تعبئة المادة العلمية لعام كامل في اسبوع أو أقل ، كما لايمكن وضع لتر من الماء في قدح واحد ، لأن باقي الماء سيذهب هدرا . كذلك يكون الطالب المهمل لمادته العلمية خلال العام وذلك ما يؤدي به إلى الإخفاق .
والحل هو وضع منهج لتنظيم الوقت والاجتهاد في تطبيق ذلك .
العامل النفسي :
تلقين النفس المدمر :
يواجه أحيانا أسلوب الأستاذ الذي يتعمد تخويف الطلاب ويتوعدهم بالفشل إذا لم يجتهدوا جهدا مضاعفا . ونأخذ ذلك على محمل الحرص على نتائج طلابه دون مراعاة نفسية الطالب وتخوفه الذي يصبح مهولا بسبب هذا الخوف . يحتاج ذلك وعيا عميقا لتجاوز الموقف .
أقول للطالب : ثق بالله مطلقا فهو القادر المقدروارض بتقديره . ثق بنفسك . ولا تتوقع إلا التفوق لقول الإمام علي سلام الله عليه بأن كل متوقع آت . فإذا توقعت التفوق المناسب لجهدك لاشك سيأتيك .
إقرأ بما تظنه كافيا وتجاوز الخوف والارباك راضيا بما يأتي من النتائج . وأقول للأستاذ : ألم تمر بما يمرون به ؟! وهل نوصي أبا بابنائه ؟ يبدو أننا نسينا ما عانينا من مواجهة الامتحانات وتذكر خوفك ومواجهاتك أيام كنت في موقفهم فلا ندري كم من الدموع تذرف في لحظات المواجهة لتحقيق الطموح .
ألله الله بالطلاب فهم مشاريع وأحلام لأب وأم صبرا لتحقيق الحلم .
صحة الطالب :
يجب مراقبة صحة الطالب من قبل ذويه والحرص على تغذيته بشكل صحي و جيد . إذ يحتاج الى توفير 300 سعرة حرارية لكل ساعة واحدة من القراءة العادية فكيف بدراسة مادة الامتحان ومايشوبها من القلق والضغط النفسي . ويعوض الجسم ذلك الفقدان بالتزود بالبروتينات ، والكربوهيدرات ، والدهون
ألفتُ نظر الأهل قبل الطالب إلى أهمية الصحة ففي الغالب يهمل الطالب صحته . ولايحظى بالمتابعة من أسرته وهي السبيل الأهم لإدامة جهده وإنجاح مشروعه . وقبل أن أتكلم في كيف أحقق الصحة أريد أن أحافظ عليها . فلا أتعب كثيرا خلال أيام الأمتحان ، ولا أبذل جهدا يسلبني طاقتي ويرتد على فقداني التركيز . ومن ذلك الكلام الزائد والحوارات المتعددة مع الأصدقاء ، وما ينتج عنه من تفرعات تزعجنا أحيانا وتعكر مزاجنا . فالأهم من الإنجاز هو الحفاظ عليه .
نعم : النوم الجيد والغذاء الصحي يعطيان القوة المعنوية والجسمية للطالب فيمنحانه الثقة بنفسه وإضاءة ذهنه عند المراجعة والتهيؤ للامتحان .
فأما النوم الجيد فيتحقق أولا : بترك الموبايل ومواقع التواصل .وعن حاجتنا للبحث والتحقق عبر الانترنت أقول : المفروض ان هذا قد حصل وتم تجهيزالمادة العلمية قبل المراجعات ، ونحن الآن اقتربنا جدا من اداء الامتحان . ثم نقوم بوضع توقيتات صحيحة للدراسة تجنبنا السهر فتكون مراجعتنا في يوم الامتحان بعد صلاة الصبح مع الهدوء النفسي المتحقق من بعد الصلاة و الإخلاص في الدعاء . وتكون المراجعة بقراءة عميقة مع كتابة ما هو مهم على شكل ملخصات أو عنوانات يتم مراجعته قبل الدخول للقاعة
ليلة الامتحان ممنوع السهر لأكثر من س 12 . والليالي التي قبلها يسمح بالسهرللساعة الثانية لا أكثر . مع تجنب تناول القهوة بكثرة ولا مانع من فنجان صغير . هذا موجز تجنبت فيه عرض التفاصيل لانها ستثبت بالتجربة وتجعل الطالب يتمسك باتباعها لما يجد من الراحة وتحقيق النتائج المذهله . وأما الصحة ، فتتحقق بوضع برنامج غذائي صحي : وأهم ما نحتاجه لأداء التذكر والتحليل والاستنتاج العلمي وينصح بأكل سبع تمرات على الريق . وكذلك الحليب المدعم بالفيتامينات (الباودر) وتجنب الدهون وأخذ مايكفي من البروتين . والجوز .
تجربتي :
وإن كانت لا تناسب الجميع من الطلاب في مختلف التخصصات . لكن بامكان الطالب الاستفادة من خطوطها العامة بوصفها تجربة إنسانية على سبيل الاجتهاد وتحقيق الهدف . وهنا أقول : أتمنى أن يطلعوا عليها قبل فوات الأوان وقد انخرطوا لأداء الامتحانات النهائية لهذا العام 2021- 2022 .
المنهج
كانت خطوتي الأهم في تجربتي الدراسية ، هي وضع منهج دقيق ومحسوب الخطوات بحسب ما يتطلبه الاطلاع والحفظ والاحاطة بالمواد العلمية والتخصص في قسم اللغة العربية . وفر لي ذلك الكثير من الوقت والراحة النفسية والاطمئنان ؛ ثم التفوق . بينما نجد ابناءنا اليوم يظنون أنهم لو هجموا على الكتب والملازم والقراءة الكثيرة قد يحققون الدرجات التي خططوا لها وذلك مايؤسفنا حقا لأن نصيبهم منذلك لا يكون إلا ما نعايشه معهم من التوتر والشد العصبي في قاعة الإمتحان .
نصائح أخرى : لا آتي مبكرة للكلية ، لا أتكلم مع أحد يتسبب لي بتشويش ذهني ، اعتزل في مكان هاديء للمراجعة . ثم أتوقف عن القراءة تماما قبل الدخول الى القاعة .
أراجع رؤوس أقلام آخر مراجعة ثم أدخل قائلة لنفسي : لقد لقد بذلت جهدي ولم أقصر أبدا ، وسأرضى بكل ما أحصل عليه من درجات . وقد أخذت بكل الأسباب وتوكلت على الله .
نخلص إلى أن للشد العصبي سببان : الأول سبب صحي يتأتى من السهر وتناول المنبهات ومحاولة الاحاطة بالدروس وحفظها بوقت قصير وذلك غير ممكن لان الطالب أهملها خلال السنة الدراسية .
السبب الثاني : نفسي ، يتأتى من إهمال الجانب الصحي والغذاء المتوازن وكذلك تشتيت الذهن بسب الموبايل ووسائل التواصل . والتخوف والإرباك من الأستاذ والتصحيح وتلقين النفس بتوقع الفشل .
نتمنى التفوق للجميع والمستقبل الزاهر