اذا كانت الأُمم ترتقي رتبةً بمقدار تقدمها العلمي وسبقها المعرفي فإنه يمكن أن يُقال بأن ميدان الارتقاء ومكمن الانتاج لتحقيق هذا المنال هو الدخول في مسار كلية التربية بجامعة الكوفة، ذلك بأن الناظر الى تنوع اقسامها الابداعية والجالس الى مقاعد أساتذتها المشهود لهم علناً بتميزهم العلمي وطول باعهم التخصصي سيدرك حقيقة هذا الادعاء جلياً ويؤمن حقاً بصحة هذا المورد في الادلاء، فهذه الكلية – الغضة في عمرها المثمرة في انتاجها- تتمثل بخمسة اقسام علمية غاية في الروعة وقمة في الابداع فمن قسم اللغة الانكليزية الذي هو مرمى العيون الوالهة ومنتهى النفوس الطامحة الى قسم التربية الفنية الذي يمثل ذؤابة الكلية ومعين جمالها الصافي الى قسم علوم الحاسوب الركن المتين فيها والرامي الى بناء المستقبل منها الى قسم علوم القران الكريم والتربية الاسلامية الذي يعد الواجهة الثقافية والثقل الانساني لها، منه الى قسم علوم الرياضيات مهوى قلوب الطلبة ومثير طمعهم فيها.
فكلية التربية بهذا التوصيف من التوجهات التخصصية وبهذا التصور من المسارات المعرفية لحري بها ان تكون المنبع الاصل والمنهل العذب الذي يروم كل ظامئ علمٍ الورود اليه شوقاً وحرصاً واصراراً ورغبةً.
وعليه فإن كليتنا القديرة هذه تخرج جملة من المدرسين الاكفاء الذين يتسمون بسعة المعرفة ودقة التخصص ونقاء المعلومة وتمّلك القدرة على ايصالها للمتلقي وتحقيق الغاية منها على ارض الواقع، ذلك بأن الشهادة التي يحصل عليها طالب كلية التربية لا تمثل قيمته العلمية ما لم يشق مساره نحو تحقيق الغاية منها على ارض الحقيقة
وبهذا نُصرح باطمئنان بأن كلية التربية تمثل مساراً علمياً فريداً ومسلكاً معرفياً يضفي اضاءة ويمنح إضافة لكل طالب غايةً وساعياً وراء حقيقتها.
ولهذا ندعو طلبتنا الى الركون اليها والدخول الى اقسامها ففيها تتمثَّل الغاية ومنها تبدأ الاحلام بالولادة ومن ثم الوجود الفعلي لها تحققاً ، فأحلامنا ليست هي التي نراها في اثناء النوم ، بل هي التي تبدأ حينما نستيقظ من النوم.